تاريخيا: الخلاف الطاريء بين التسويق وتقنية المعلومات

قبل أن ندخل في تفاصيل الخلاف (الطاريء) بين التسويق وتقنية المعلومات، وهو طاريء لأنه حديث جدا ولم يظهر الا في اخر 15 عاما تقريبا، دعونا نتعرف على مصطلحات مهمة جدا ستحدد المناطق المشتركة للخلاف بين الطرفين (هذه مصطلحات خلافية أي أنه لا يوجد لها تعريف متفق عليه والتعاريف أدناه هي رؤيتي الشخصية):

  • Digitization: هي عملية تحويل عملية يدوية ورقية (مثل تعبئة نموذج اصدار جواز سفر) الى عملية تتم عبر الكمبيوتر، سواء كان عبر الانترنت أم في مقر هذا النشاط، وأنا أجد أن أقرب وصف بالعربية لهذه الخطوة هي “أتمتة”.
  • Digitalization: هي استخدام التقنيات الحديثة والبيانات التي يتم جمعها من “الأتمتة” لتحسين العمل او تغييره بشكل جذري يخلق قيمة مضافة للعميل، المثال على ذلك: عند قرب انتهاء جواز سفرك ستصلك رسالة تنبيه على جوالك، ستقوم بالدخول على نظام ابشر وتجديد الجواز والدفع عبر قناة بنكية مربوطة بنظام ابشر، ثم سيتم ايصال الجواز الجديد الى منزلك عبر ناقل بريدي، لذا هذا المصطلح غير من مفهوم تجربة العميل بالكامل وطوّع التقنية لخدمته، وأقرب وصف لهذه بالعربية لهذه الخطوة هي “رقمنة”، طبعا من الواضح انه لا يمكن القيام بـ”رقمنة” دون “أتمتة”.
  • Digital transformation: التحول الرقمي ببساطة هو خليط من الاثنين أعلاه، إذا لماذا نستخدم هذا المصطلح؟ الجواب لأنه اعم واشمل أولا، وثانيا وهو المهم: يمكنك ان تقوم بأتمتة و رقمنة في جزيرة بدائية لكافة الخدمات الاساسية والكمالية ولكن لن يستخدمها أحد لأن البلد غير مهيأ ببنية تحتية، مثلا لا يوجد انترنت فكيف تطلب منهم استخدام خدمات مؤتمتة ومرقمنة؟ التحول الرقمي مرتبط بالناس والثقافة وتقبلهم لاستخدام التقنية، مثال بسيط:
    1. لنفترض أننا في العام 2014 (يبدو قريبا جدا) وقيل لك أنه خلال عام من الان سيكون هناك عدد كبير من الأفراد (ليسوا موظفين في شركة) خلال اوقات فراغهم ينتظرون منك أن تطلب أي شي من أي مكان وسيقومون باحضاره لك مقابل مبلغ زهيد، يبدو جنونا! نعرف انه يمكننا طلب الاشياء ولكنها من اماكن محددة، شاورما من شاورمر، بيتزا من دومينوز، سيقومون بتوصيلها، لكن أن اطلب من شخص (فرد) ان يذهب الى متجر ايكيا المزدحم ويشتري لي اغراضا حددتها له ويدفع قيمتها ويحضرها الى منزلي وسأدفع له قيمة الأغراض والمشوار، لا أعتقد.
    2. في العام 2015 تأسس مرسول بنفس الفكرة أعلاه واحتاج بعض الوقت ليتقبل الناس هذه الفكرة الـDisruptive واليوم نحن في 2020 ولا اعتقد ان هناك سعوديا او سعودية لم يطلب من مرسول، هذا اسمه Digital Transformation او تحول رقمي.
  • Digital Economy: الاقتصاد الرقمي هو الجزء من الاقتصاد الذي ينتج حراكا ماليا ويخلق وظائف بالاعتماد على منتجات تقنية بالكامل، على سبيل المثال كان دخل فيسبوك للعام 2019 هو 70 مليار دولار امريكي وصافي أرباحه هو 18 مليار دولار امريكي ويعمل لديه 45 ألف موظف حول العالم وهو منتج رقمي بالكامل.

 

لنعد بالزمن إلى الوراء، كانت الأعمال تدار بالورقة والقلم والدفاتر والسجلات، وكان التسويق موجودا بصور شتى، حتى اختراع الكمبيوتر في ثلاثينيات القرن الماضي ثم أتت ثورة تقنية المعلومات في اواخر السبعينات وبداية الثمانينات فغيرت من حياة (الأعمال) بشكل كبير ورافقها موجة من إنشاء اقسام صغيرة لتقنية المعلومات في الشركات لـ “أتمتة” الاعمال وتسهيلها، ما لبثت ان تحولت الى اقسام اكبر فأكبر إلى أن أصبحت جزءا رئيسيا لأي عمل، صاحب ذلك ظهور تخصصات جامعية عدة ومسميات وظيفية كثيرة مثل CIO الرئيس التنفيذي للمعلومات او CTO الرئيس التنفيذي للتقنية، لكنها لم تؤثر على التسويق بشكل كبير، لماذا؟

أحد المغالطات الدارجة ان التسويق هو التواصل والاعلان فقط، بينما ذلك صحيح جزئيا الا ان التسويق يتكون من 4 أقسام رئيسية او ما يسمى 4Ps:

  • P: المنتج او Product
  • P: التسعير أو Pricing
  • P: التواصل او Placement
  • P: النشر أو Promotion او الاعلان

خدمت ثورة تقنية المعلومات الجزء الاول من التسويق (المنتج والتسعير) بشكل كبير لكن الجزء الثاني (التواصل والإعلان) لم يتأثر بشكل كبير؟ لأن ثورة تقنية المعلومات لم تطل قنوات التسويق الرئيسية: (التلفاز – الصحف – المجلات – الاعلانات الخارجية واعلانات الطرق) فظل العاملون في مجال اتصالات التسويق يغردون خارج السرب غير مستفيدين ولا متضررين من سطوة التكنولوجيا، حتى بدأ الانترنت بالانتشار منتصف التسعينات الميلادية من القرن الماضي، فماذا حصل؟ لنلق نظرة على التسلسل التالي:

  1. كانت ادارات تقنية المعلومات تعتمد على بناء المنتجات او شراءها (او ترخيصها) وتشغيلها داخل مراكز البيانات لديها، لم يكن هناك Cloud بالمعنى الموجود الان ولم يكن هناك SaaS
  2. فتح الانترنت أبواب النعيم (والجحيم) للمسوقين، فمن جهة أصبح الوصول الى ملايين المستخدمين سهلا، ومن جهة أخرى فالانترنت متفرع ومتشعب وله خصائص معقدة من ناحية نوعية المحتوى والمتلقي مختلفة عما اعتاد عليه المسوقون في القنوات التقليدية، إضافة الى أن المتلقي هنا يستطيع أن يبدي رأيه بعكس التلفاز والاعلانات الخارجية والصحف وهي قنوات أحادية الجانب. ولكنها كانت مرحلة بسيطة جدا ولم يكن هناك خلاف بعد بين التسويق والتقنية، يمكن تأريخ هذه المرحلة منذ العام 1995 وحتى 2007 او ظهور الايفون.
  3. انتقلت الانترنت بنظري الى مرحلة جديدة لثلاثة أسباب رئيسية منذ ظهور الايفون وحتى اليوم:
    • تطور شبكات الاتصالات وتقديم منتجات الانترنت المتنقل (جربت اول انترنت متنقل PAYG على لاب توب في العام 2006-2007 تقريبا)
    • نوعية الجهاز المستخدم للولوج الى الانترنت تغير من الأجهزة الثابتة الى أجهزة الجوال مما منح المستخدمين وقتا اكثر للتفاعل مع العالم عبر الانترنت تعاظمت رغبات المسوقين في اكتشاف هذا العالم.
    • ثورة الشبكات الاجتماعية.
  4. تعاظمت رغبات المسوقين لاستخدام التقنية ورافق ذلك ظهور العديد من المنتجات التي تخدم اهداف المسوقين سواء كانت مستضاف داخل الشركات (وهذا نادر) او منتجات على الانترنت SaaS ورافق ذلك بزوغ نجوم كثيرة في هذا الفضاء.

 

بدأ الخلاف بين التسويق والتقنية يظهر هنا، ولمعرفة أسس الاختلاف يجب ان نعرف ماهي اهتمامات الطرفين أولا:

  1. التسويق:
    • الحصول على عملاء جدد في أقصر وقت وأقل تكلفة.
    • التميز في تقديم المنتحات والاعلان لها.
    • الوقت اللازم للوصول الى المستهلك النهائي يجب أن يكون الأقصر دائما وهو ما يسمى Speed-to-Market
    • المرونة في التغيير للمنتج او التسعير او طريقة الإعلان بناء على اراء العملاء.
    • البراند او نظرة العميل للشركة ككل.
    • الرغبة في تجربة كل شي جديد على أرض الواقع.
  2.  التقنية:
      • استقرار الأنظمة
      • أمن المعلومات
      • الصيانة والدعم.
      • توحيد المعايير.
      • جودة البيانات
      • تحسين العائد من الاستثمار في البنية التحتية للتقنية.

 

لنأخذ مثالا عاما على هذا الخلاف سيقرب لكم الواقع بشكل كبير، التسويق يرغب في أداة لجدولة منشوراته على الشبكات الاجتماعية ويطلب ذلك من تقنية المعلومات، يعود فريق التقنية باقتراح ان يتم تطوير نظام للقيام بهذا الهدف او الترخيص لأحد الحلول المتاحة واستضافتها داخل مركز بياناته، وهذا سيكلف × وسيحتاج الى 30 يوم عمل لانجازه، يرد فريق التسويق ان الخدمة متاحة واسمها Buffer.com والاشتراك فيها يتم خلال دقيقة والتكلفة منخفضة وبكل الأحوال هي أقل من تكلفة تطويرها داخليا، يرد فريق تقنية المعلومات ان استخدام خدمات الكلاود غير مسموح لدواعي الأمن السيبراني وخصوصية بيانات العملاء.

هذا مثال توضيحي بسيط لكنه متكرر على عدة أصعدة، هل هذا الخلاف مشكلة ومن الممكن ان يسبب صعوبات للعمل؟ في رأيي الشخصي ان هذا الخلاف صحي جدا عندما يكون على السطح، عندما يتفق الفريقان ان الحل ليس أبيضا او اسودا فقط، وانما هي معادلة جديدة لعالم متغير تضع جميع المعايير من التكلفة والوقت اللازم للانجاز والعائد من الخدمة وامن المعلومات وخصوصية العملاء في سلة واحدة لاتخاذ القرار الصحيح.

يمكنكم القراءة أكثر عن هذا الموضوع، هناك الكثير من المقالات التي ناقشت فكرة الخلاف، حاولت أن أبينها في سياق تاريخي ليتمكن المتلقي من معرفة اصل المشكلة، وفي تدوينات لاحقة عندما نتكلم عن الحلول.

مقدمة: قبل الحديث عن تقنيات التسويق Martech

مجالات متعددة للبزنس تدخل التقنية في تشكيلها وإعادة صياغتها
مجالات متعددة للبزنس تدخل التقنية في تشكيلها وإعادة صياغتها

هناك دائما Tech في مجالات متعددة ومشهورة مثل الـFinTech أو التقنيات المالية، الـEdTech او تقنيات التعليم وغيرها الكثير وهو ما يمكن اطلاقه على عالم الديجيتال أو Digital Landscape، ويدور في فلك هذه المجالات شركات ناشئة كثيرة وأخرى كبيرة بالمليارات نسمع عن أخبارها بين الحين والاخر، ولكن هناك مجال منزو يسمى تقنيات التسويق أو Martech وهو ما سيكون محور حديثنا في هذه المدونة وسنتفق على تسميته اصطلاحا بالمارتك.

هذه التدوينة هي مقدمة قبل سبر أغوار هذا العالم، أهدف من خلالها الى:

  • تثبيت المعلومات والمعرفة التي أتعلمها عبر الكتابة عنها ومناقشتها مع المهتمين.
  • تصحيح المعلومات الخاطئة لدي عبر الاستفادة من تجارب الاخرين. (نعم، توقع مني أن أخطيء كثيرا).
  • تقديم المساعدة والاستشارات لمن يحتاجها مجانا وبحسب ما يسمح به وقتي.

لكن لماذا المارتك تحديدا؟ في عالم رقمنة الأعمال أو الديجيتال برزت ثورة تقديم الخدمات عبر استخدام التقنية، فأصبحنا نرى منصة تعليمية تستخدم التقنية لتسهيل التعلم، أصبحنا نرى منصة للتجارة الالكترونية، وأخرى تقدم خدمات الرعاية الصحة، ثم هناك التقنيات المالية، القاسم المشترك بينها هو استخدامها للتقنية لتقديم الخدمة، قد يبدو هذا بديهيا لكن لنتفق أن لكل منصة/منتج على الانترنت وجهان احدهما تقني والاخر هو التجاري او البزنس.

كل العاملين في هذه المجالات يستخدمون المارتك او تقنيات التسويق سواء كانوا يعرفون ذلك أم لا، كيف؟ الموقع الإلكتروني، التطبيق، التنبيهات، النشرات البريدية، الاحصائيات، أنظمة النشر على الشبكات الاجتماعية، أدوات الاستماع لآراء الجمهور على الشبكات الاجتماعية، كلها تندرج تحت مسمى المارتك، لذا يمكن تعريف المارتك قبل الخوض الدقيق في هذا التعريف بـ: هو كل قطعة من التقنية يستخدمها نشاط/منصة على الانترنت لتسهيل عمل البزنس ولاتخاذ قرارات أفضل. يبدو ذلك سهلا ويبدو ان الكثير يستخدمون المارتك في أعمالهم دون ان يعرفوا ذلك؟ صحيح ولكن لنؤجل الاجابة على ذلك الى تدوينات لاحقة.

ستكون هذه المدونة عربية بالكامل، وسيتخللها تعاريف ومصادر كثيرة باللغة الانجليزية بلا شك، أرجو من خلالها أن أكون عوناً لرواد الأعمال ممن يعملون على مشاريع ناشئة خاصة بهم أولا، وللعاملين في مجال التسويق والتقنيات المرتبطة به في الجهات والشركات الكبرى أيضا، سأكتب فيها وفق ما يسمح به وقتي وأتمنى ان تكون مرجعا مفيدا للجميع.

لماذا SDP من stc؟

لماذا الآن:

قبل أيام وفي تاريخ 28-1-2020 كان الحفل السنوي لمنسوبي برنامج SDP في شركة stc وهو احتفال داخلي يحضره الرئيس والطاقم التنفيذي، شعرت أن لدي ما أقوله في هذه المناسبة.

مقدمة:

بداية، لا أحب الخوض فيما أجهل، لهذا فقد تأخر هذا المقال ليأتي بعد 22 شهرا من انضمامي إلى برنامج SDP داخل شركة stc وهو اختصار لـ Specialists Development Program أو برنامج تطوير المختصين، فماهو هذا البرنامج وما الذي يجعله مميزا عن غيره؟

التحدي:

في الشركات التقنية الكبرى مثل stc تقوم الشركة على نوعين من الناس، العاملون في البزنس والعاملون في المجال التقني، لا يمكن القول بأن أحدهم هو عنصر النجاح فكلاهما مهم وأساسي لهذا النوع من الشركات، المشكلة الرئيسية التي تواجه رؤساء هذه الشركات أن الأناس الجيدين في تخصصاتهم التقنية الحرجة حينما يتدرجون في مناصبهم إلى المستويات الإدارية (غالبية الموظفين يبحثون عن التدرج للأعلى للحصول على مميزات أفضل وهو حق مشروع رغم أنهم قد لا يرغبون في الإدارة) يبدؤون بالبعد شيئا فشيئا عن العمل التقني وبالتأكيد في عالم متسارع تقل خبرتهم التقنية وتزداد خبراتهم في الإدارة، تحدٍ كبير يجعل المختصين في التقنيات الحرجة غالبا ذوي خبرة قليلة (أقل من 10 سنوات) بسبب انخراط من تزيد خبرتهم عن ذلك في العمل الإداري، فما هو الحل؟

ماهي التخصصات الحرجة؟

تختلف التخصصات باختلاف المجال الذي تعمل فيه الشركة ولكن هناك تخصصات يمكن ان تنطبق على الكثير من الشركات التقنية مثل علم البيانات والبيانات الضخمة، الأمن السيبراني، المنتجات الرقمية، تقنيات التسويق، القانون الرقمي، وغيرها الكثير.

ماذا فعلت stc؟

كان الحل الأسرع هو الاستفادة من تجارب الاخرين لذا طلبت الموارد البشرية في stc اراء الشركات الاستشارية في العام 2016 وكان أفضل الحلول يقضي أن تنشيء الشركة سلما تقنيا يمكن المختصين في التقنيات الحرجة من التدرج الى الأعلى والحصول على ذات المميزات التي يحصل عليها شاغلو السلم الإداري دون الانخراط في الإدارة، وأن تستثمر الشركة في تطويرهم مهنيا ليكونوا مرجعا تقنيا في تخصصاتهم بما يغني الشركة عن الاعتماد على الشركات الاستشارية بشكل كبير، ولكن المشكلة كانت أن stc ستحتاج حتى العام 2023 ليكون لديها على الأكثر 100 متخصص فقط في مجالات عدة، لم يعجب الأمر نائب الرئيس للموارد البشرية و القائمين على برنامج تطوير الكفاءات فقد بدا موعدا بعيدا جدا لشركة تريد أن تكون مثالا يحتذى في التغيير السريع في أن تكون الممكن الرقمي رقم 1 في السعودية والمنطقة، لكن الأماني لا تكفي، لذا فقد قرروا أن تقوم الشركة بتطوير البرنامج داخليا ومن الصفر بأهداف “كانت” تبدو شبه مستحيلة، فماذا حصل؟

شكّل نائب الرئيس للموارد البشرية المهندس أحمد الغامدي فريقا صغيرا يقوده رجل قدم من المنطقة الشرقية يحمل فكرا يابانيا اكتسبه من دراسة الدكتوراة في اليابان اسمه شاكر المحاسنة، عمل هذا الفريق الصغير ليل نهار على تأسيس إطار عملي نحو تأسيس عدد من المسارات التقنية التخصصية يقضي بتأهيل السعوديين ليكونوا مستشارين في مجالاتهم داخل الشركة، ما يمكن تسميته اصطلاحا SME = Subject Matter Expert فبدأ من النقطة الأهم مطلع العام 2017 وهي وحدة التقنية والعمليات، وعمل حينها مع الرئيس التنفيذي لـstc حاليا المهندس ناصر الناصر حين كان نائبا أعلى للعمليات والتشغيل نحو تأسيس مسارات تقنية تخصصية منها:

  • هندسة البرمجيات
  • أداء الشبكات
  • علم البيانات

كانت الخطوات بطيئة ولكن الأمل كبير، بدأ هذا الفريق بالعمل مع وحدات أخرى كالتسويق والقانونية وإدارة المشاريع، اليوم يضم البرنامج قرابة 64 مسارا و 110 متخصصا في نهاية العام 2019، بينما كان وعد الشركات الاستشارية أن ذلك الرقم مستحيل قبل العام 2023.

كيف تنضم؟ وماذا يعني ان تكون عضوا في برنامج SDP؟

آلية الانضمام بسيطة، يقوم المسؤولون التنفيذيون في الشركة بالتعاون مع الموارد البشرية باختيار التخصصات الحرجة، ثم تأسيس مسارات لها، ثم يقوم هؤلاء المسؤولون بترشيح أفراد من فريق العمل يرون فيهم مناسبتهم لهذا البرنامج، يخضع هؤلاء المرشحين لاختبارات ومقابلات عدة قبل أن يتم قبولهم، لذا وباختصار الانضمام الى البرنامج ليس سهلا على الاطلاق، ومعدلات القبول متدنية جدا لأن البرنامج يبحث عن المميزين في تخصصاتهم ومهاراتهم الشخصية، يمكنك قياس ذلك بمعرفة عدد المنضمين (110 أشخاص من مجموع موظفي الشركة 17 ألف = 0.64% فقط).

أما الفكرة من البرنامج فهي كما شرحت في الأعلى تعني أن يكون هناك شخص متخصص في مجال معين يمكن الرجوع إليه دائما في كل ماله علاقة بهذا التخصص، هذا يعني أن يكون لدى الشركة فريق In-House Consultants في مجالات متعددة، لكن ما الذي يحصل عليه المنضم إلى هذا البرنامج، يمكن تلخيص ذلك بشكل مبسط كالتالي:

  • اقتطاع 30% من وقت الموظف لتطويره من خلال: التدريب المباشر + التدريب عن بعد + برامج مرافقة الخبراء في شركات أخرى + حضور مؤتمرات وورش عمل ذات علاقة مباشرة بالتخصص + الحصول على الشهادات التخصصية اللازمة للتخصص.
  • العمل على مشاريع جانبية داخل الشركة تمكنه من فهم التداخل والتكامل بين الوحدات المختلفة داخل stc والتي تصنف كمنظمة عملاقة يمكن أن تعمل فيها لسنوات دون أن تسنح لك الفرصة بالتقاطع مع إدارات او وحدات أخرى على الاطلاق، هذا التقاطع يخلق أشخاصا ذوي مرونة عالية يمكنهم النظر الى الصورة الكبرى وإيجاد حلول تتجاوز الروتين والبيروقراطية.
  • الدعم الكامل للأفكار التي من شأنها: زيادة دخل الشركة – خفض التكاليف – تحسين تجربة العملاء الخارجيين او الداخليين أو إجراءات العمل.
  • الاستبعاد الكامل من شغل أي وظائف إدارية والتركيز على التخصص التقني او العملي فقط مع إمكانية الحصول على ترقيات توازي الوظائف الإدارية وتماثلها في المميزات والحوافز.

تجربتي الشخصية:

تم ترشيحي للانضمام الى البرنامج في نهاية العام 2017 وكنت حينها أشغل منصبا إداريا متوسطا، خضت الاختبارات والمقابلات وتم قبولي لأتنازل عن كرسي الإدارة وأنضم الى البرنامج في مسار الديجيتال، ولا زلت أتذكر حديثي مع النائب الأعلى للشؤون المؤسساتية المهندس عبدالله الكنهل في أوغست 2017 والذي كان نائبا للتسويق حينها حول قراري بالانضمام الى البرنامج وترك السلم الإداري، “الحصول على المدراء سهل، وأنت جربت الإدارة وكنت جيدا فيها، ولكن الحصول على متخصصين صعب جدا”، لذا كان رأيه من رأيي بالانضمام للبرنامج، في وقت لامني فيه الكثيرون ممن يؤمنون أن المناصب الإدارية أكثر وجاهة وأكبر نفوذا، لكني اتبعت قلبي وما أحب، وأنا أحب التقنية والديجيتال وسأعمل فيهما وأطوّر نفسي أكثر فأكثر، انضممت الى البرنامج في مارس 2018 ووضعت نصب عيني هدفا واضحا، أريد أن أساهم في نقل stc قدماً فيما يخص تقنيات التسويق وما يصطلح عليه احيانا بالـ Marketing Technology = Martech ، أريد أن أجعل stc الشركة الأولى في السعودية التي تتبنى هذا المجال بشكل واضح وصريح، خصوصا ان استراتيجيتها العامة تتمحور حول التحول الرقمي وتغيير جلدها من مشغل اتصالات تقليدي الى ممكّن رقمي.

عملت مع صديقي أسامة الدويك (نعم، فريق من شخصين) نحو اطلاق منتجات جديدة، بناء Analytics-Stack و Ad-Stack ، استخدام تقنيات البيانات الضخمة في الإعلانات، وهنا أود أن اشكر بلا تزلف صديقي الذي لم يشعرني يوما أنه مديري المباشر “أحمد الصحاف” (أحمد هو مديري المباشر من 1-1-2016 وحتى اليوم) الذي كان أول من آمن بما أعمل ودعمني بكل الطرق، فهو من قَبِل أن أتخلى عن منصبي الإداري في وقت كان بأمس الحاجة لي، شجعني نحو أن تكون stc مثالا يحتذى في المارتك او تقنيات التسويق، استمر عملنا الذي بدأناه باكرا في 2015-2016 كمبادرات جانبية ليكون وقتي بالكامل موجها لهذا المجال منذ انضممت الى البرنامج في 2018 وحتى بداية 2019 حين انضم لنا النائب الأعلى عليان الوتيد والذي قرر أخذ العمل بهذا المجال إلى مستوى جديد، فكبر معه فريقنا الصغير وكبرت قائمة اعمالنا، ولأكون صريحا بما يكفي، لم يكن هذا العمل ليتم لولا الدعم الحقيقي من هذين الشخصين أولا، ومن كافة وحدات الشركة (تقنية المعلومات – البيانات – تجارب العملاء – تطوير المنتجات – التواصل المؤسسي) التي عملت معها خلال هذه السنتين بلا استثناء، صحيح أن العمل في المنظمات الكبيرة مرهق لكثرة القطاعات والوحدات ولكن العبرة بالخواتيم، فماذا كانت خاتمة هذا العمل؟

هذاك الحراك الكبير نحو احتضان المواهب وتطوير المستشارين السعوديين تُوّج يوم أمس وخلال الحفل السنوي حين أعلن قطاع الموارد البشرية إطلاق برنامج تقنيات التسويق وهو تتويج للجهد الذي قام به فريقنا الصغير بالتعاون مع الموارد البشرية وثمرة للتطوير الذي مررت به شخصيا في برنامج SDP ولكل الدعم الذي حصلنا عليه من كافة زملائنا في stc بكافة وحداتها لتكون الشركة السعودية الأولى التي تنشئ فريقا خاصا لتقنيات التسويق، قابله في الجهة الأخرى تحرك أكبر في وحدة التقنية والعمليات يقوده النائب الأعلى للرئيس المهندس هيثم الفرج نحو مأسسة العمل في التقنيات الحرجة ذات العلاقة بالشبكات وتقنية المعلومات والأمن السيبراني وعلم البيانات، وبناء أكبر عدد ممكن من السعوديين والسعوديات المؤهلين فعليا ليكونوا شركة استشارية مصغرة داخل stc، أما على المستوى الشخصي فمصدر ابتهاجي كان هو الدعم والايمان بما كان مجرد فكرة قبل 3 سنوات ليكون حقيقة على أرض الواقع هذا اليوم وبتوفيق الله أولا ثم بتفرغي للعمل على هذا المجال بعد انضمامي الى البرنامج والدعم الذي حصلت عليه.

هذه قصتي، وإجابتي على السؤال الذي طرح علي كثيرا خلال أخر سنتين، “أنت وش تسوي بالضبط؟”، ومتأكد أن هناك الكثير من القصص سيرويها آخرون وجدوا ضالتهم في هذه الرحلة الممتعة من تطوير الكفاءات.

الاطار الرقمي السعودي – SDF

حسنا، في التدوينة السابقة أشرنا الى السؤال الذي لا إجابة له بشكل مباشر (تعرف أحد كويِّس في الديجيتال؟)، هذا السؤال الذي شغلني لفترة طويلة بسبب عدم وجود إجابة مفصلة له تناسب السوق المحلي، هناك الالاف من المقالات والكتب والنشرات البريدية ولكن بين هذا وذاك:

 

  • ماهو المناسب للسوق السعودي؟
  • شاب سعودي مهتم بالديجيتال، كيف يبدأ؟

لنجيب على هذا الاسئلة نحتاج الى جزئين:

  • نظرة عامة على ماهية الديجيتال.
  • تفصيل لكل محور من المحاور في تدوينة مستقلة.

قمت ببناء نموذج بسيط (حمّله بصيغة PDF) أسميته Saudi Digital Framework أو اختصارا -SDF- وفق خبرتي المتواضعة في هذا المجال مكون من 14 محوراً، سأستعرضها بشكل بسيط هنا ومن ثم سأخصص تدوينة مستقلة لكل منها للحديث عن بشكل مستفيض.

  1. 1-Strategy & Leadership الاستراتيجية والقيادة: رغم أن هذا العنصر متقدم جدا ومن غير المفروض أن يبدأ به المهتم بحقل الديجيتال إلا أني أضفته أولا لإبراز أهمية ان يكون هناك استراتيجية للشركة او المنظومة التي ستعمل بها، الجهات التي تعمل دون استراتيجية واضحة للديجيتال لا تحقق اهدافها المرجوة بشكل صحيح.
  2. 2-Content المحتوى: ملك الاتصال والتواصل، نقطة البداية وأحد أهم العناصر في التسويق والاتصال، له تفرعات كثيرة في الديجيتال (بانر – انفوغراف – فيديوموشن – فيديو – نص – او حتى محتوى انتجته من جوال) سنتطرق لها لاحقا.
  3. 3-Community management إدارة مواقع وحسابات التواصل الاجتماعي: أحد أكثر الانواع شيوعا وطلبا في التوظيف بسبب سهولة البدء والانخراط فيها وعدم حاجتها لخبرة كبيرة في البداية، لكنها فن قائم وأساسي جدا في الديجيتال.
  4. 4-Paid Media (Branding) الاعلان المدفوع بغرض الترويج: وهو الاعلان عن محتوى الشركة او المنظمة بغرض رفع معرفة المستهلكين بالشركة او المنتج او الخدمة المقدمة، يشمل ذلك الاعلانات المرئية من بانرات في المواقع والتطبيقات، والتغريدات والمنشورات المرجة في مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو اضافة الى الاعلانات في محركات البحث.
  5. 5-Paid Media (Performance) الاعلان المدفوع بغرض البيع: وهو كسابقه لكنه يركز على ان يقوم العميل او المتلقي بتنفيذ خطوة لاحقة كشراء منتج او خدمة من متجر عادي او تحميل تطبيق او الشراء من موقع الكتروني أو تعبئة نموذج معين بغرض التواصل لاحقا.
  6. 6-Analytics الاحصائيات: مهارة مهمة جدا لمعرفة هل انت في الاتجاه الصحيح ام لا؟ سواء كان ذلك من خلال معرفة زوار موقعك وماذا يفعلون هناك، او نسبة التفاعل معك في شبكات التواصل الاجتماعي، او مقدار ما تدفعه وتحصل عليه في الاعلانات المدفوعة، حلول الاحصائيات كثيرة ومتشعبة جدا وتتداخل مع اغلب محاور الديجيتال بلا استثناء.
  7. 7-Technology & Development التقنية والتطوير: رغم أنه قد يبدو من اختصاص المطورين إلا أن الفهم العام في هذه المنطقة مفيد جدا للتعامل مع المطورين ولابتكار حلول جديدة في حال لم يتوفر حل عام لمشكلة او لاقتناص فرصة بيعية، في الغالب لن تحتاج الى ان تكون مطورا ولكن يجب ان تعرف كيف تكتب طلبا مفصلا لمطور يقوم بتنفيذه، كما أنه من المهم اطلاعك على اخر تقنيات وحلول التقنية في المجال الذي تعمل فيه من أدوات Tools وخدمات مدفوعة SaaS وغيرها.
  8. 8-Soft Skills مهارات عامة: ادارة المشاريع ومهارات التقديم والتعامل مع مطورين مستقلين كلها مهارات يجب اتقانها اذا كنت تعمل في هذا المجال، لنا وقفة مفصلة مع مواد و تدريبات جيدة لتعلم هذه المهارات.
  9. 9-UX/UI تجربة المستخدم وواجهة المستخدم: اذا كان لديك موقع او تطبيق فيجب عليك ان تعرف بالضبط سلوك زوار موقعك او تطبيقك وانسب السبل لتحويل هذا السلوك الى رغبة في الشراء او التفاعل مع منتجك سواء بتغيير التجربة نفسها او بالتعديل على واجهة المستخدم، المجال متشعب ويتداخل كثيرا مع علم النفس ولكنه منظم جدا ويمكنك دائما الحصول على معلومة عبر تكنيكات متعددة ابسطها A/B Testing.
  10. 10-Digital PR العلاقات العامة الرقمية: كيف تدير علاقتك مع الجمهور والجهات الاعلامية في عصر الديجيتال؟ رغم ان هذه النقطة تحديدا ليست متطورة بما يكفي في السوق السعودي الا ان فهمها اساسي ولو في مرحلة متقدمة من عملك في الديجيتال.
  11. 11-Crisis Management إدارة الأزمات: اذا قررت منظمتك او شركتك الولوج الى عالم الديجيتال فلتترقب مشاكل اكثر وأزمات أكبر على أتفه الأسباب، لذا يجب على العاملين في الديجيتال معرفة الاساسيات في التعامل مع الازمات وادارتها بروية وحكمة وفق اسس سنتطرق لها بالتفصيل، والامثلة كثيرة ويومية في السوق السعودي على تويتر تحديدا.
  12. 12-Offline Digitization رقمنة المتاجر التقليدية: ويقصد بهذا المحور المنظمات او الشركات التي لها فروع كثيرة على الارض ولها وجود كبير على منصات الديجبتال، وماهي انسب الطرق لربط تجربة العميل او المستخدم بين هذه المنصات بشكل سلس، موضوع مهم ولكن التركيز عليه يكاد يكون محدودا بشركات بسيطة في السوق السعودي.
  13. 13-AI/BI/BigData البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي: مجال متقدم ولا يرى الكثيرون أنه احد فروع الاتصال الرقمي ولكن فهمه يساعد العاملين على ترجمة الكثير من البيانات التي يحصل عليها العاملون في الديجتال الى معلومات مفيدة او ربطها مع البيانات التي تمتلكها المنظمة او الشركة.
  14. 14-Consultancy الاستشارات: عندما تكون ملما بأغلب المحاور اعلاه فإني أدعوك لتعلم المزيد عن الاستشارات في عالم الديجيتال وهي مجال جديد بدأت الشركات الاستشارية الكبرى بالتركيز عليه وهو يضيف بعدا اخر لخبرتك في هذا المجال ويقويك في جوانب اخرى في البزنس كالمالية والتفكير المنطقي وغيرها.

تعرف أحد كويِّس في الديجيتال؟

قد يكون هذا أحد أكثر الاسئلة التي تردني بحكم عملي في الديجيتال، جهة حكومية او خاصة تبحث عن من يدير لها او يعمل على تواجدها في المنصات الرقمية، حسناً لنعد صياغة هذا السؤال: ماهو الديجيتال الذي تبحث عنه؟ وماهو تعريف “كويِّس”؟

 

في هذه التدوينة وما يليها سأحاول الإجابة على هذا السؤال وفق منظوري الخاص وهو بلا شك خطأ يحتمل الصواب، ويسعدني أن استمع إلى رأيك على تويتر، أما الآن لنعد الى برنامج SDP وما علاقته بهذا السؤال أو إجابته؟ الجواب هو أن البرنامج منحني الفرصة لتأسيس ما كنت أطمح إليه منذ زمن وهو تعريف حقل الديجيتال للعاملين فيه في المملكة العربية السعودية على الأقل وفق خصوصية سوقنا ونوعية جمهوره، إذ تلاقت رغبتي في هذا العمل مع تأسيس البرنامج وفي مسار الديجيتال تحديدا لكي ابدأ تعريف هذا المجال وتنوّعه، وبناء هذا المسار من الصفر اعتمادا على ما تحتاجه الشركة وما يحتاجه السوق، والبعد عن الجانب التنظيري او ما يعتمد على منصات او منتجات ليست شائعة او متداولة في سوقنا المحلي، وأتمنى أن يكون هذا الطرح مفيدا لمن يرغب في تأسيس فريق جديد لإدارة تواجد منظمته على القنوات الرقمية أو للمهتمين بتطوير مهاراتهم في هذا المجال، وذلك باطلاعهم على تفرعاته الكثيرة والمتشابكة، علمأ بأني لا أعتقد ان يكون الشخص “خبيرا” بكل هذه التفرعات وإنما من الواجب أن تكون متخصصا في فرع أو أكثر ولكن لديك اطلاع واسع على باقي الفروع.

تجربة شخصية وسرد تاريخي

تعرفت على الانترنت في العام 1998 تقريبا أي قبل عام من دخولي الى الجامعة، وعاصرت جميع مراحل الانترنت في السعودية بحلوها ومرّها، تخصصت في هندسة الحاسب الالي وتخرجت مهندسا ثم عملت في تكنولوجيا المعلومات لكني كنت أحب الانترنت أكثر، واكتشفت أن ما أحبه حول التقنية والانترنت مختلف تماما عما درسته في الجامعة وما أمارسه في عملي فقررت في العام 2013 أن أغير مساري الوظيفي من تقنية المعلومات الى التسويق الرقمي أو (الديجيتال)، كان قراراً صعباً ولكنني قررت أن أعمل فيما أحب وأن لا أبقيه كأعمال جانبية.

 

تجربتي الوظيفية في التسويق الرقمي كانت بين شركتين، الأولى صغيرة ويمكن اعتبارها Startup هي N2V والأخرى كبيرة جدا بكل المقاييس هي STC، أستمتع بعملي كثيرا ولكني مع الوقت بدأت أعاني من مشكلة لم أسمع عنها من قبل، ولم يتطرق لها زملائي ممن سبقوني في العمل، هذه المشكلة هي أن تغرق في العمل الاداري لدرجة تأخذك من أعمالك التي تملك الشغف تجاهها، فيبدأ وقتك بالتآكل دون أن تدري، وتقل ممارستك للاعمال التي تنمي من مهاراتك وتشبع شغفك وحماسك، ولكن بعد قليل من التفكير تدرك أن ذلك هو ثمن أن تترقى وظيفياً، أن تصبح مديرا ومسؤولا عن فريق عملك، هذا هو الطريق لصلاحيات أكبر ومزايا وظيفية أفضل، وهو للأسف شيء دارج في أغلب الشركات إلا ما ندر.

إذاً لنلخص المشكلة: ينتقل الموظفون أصحاب المهارات التقنية العالية من مجال عملهم كموظفين مختصين إلى التنافس على الوظائف الإدارية والحصول عليها وتسلقها إلى الأعلى للحصول على مميزات مادية أفضل، لأن البقاء في وظائفهم عادة يقلل من نسبة حصولهم على رواتب أو مميزات أفضل، ولهذا يغادرون الشغف والإبداع بأعمالهم التي يتقنونها الى مجال العمل الإداري.

الفرصة الحُلُم: برنامج SDP من STC

SDP الفرص لا تأتي مرتين، وأعتقد أني محظوظ لوجودي في STC عندما قررت أن تبدأ برنامجا لبناء قوة عاملة متخصصة وعالية التأهيل في المجالات التقنية، عندما انضممت للشركة في العام 2014 حضرت حديثا للرئيس التنفيذي حينها الدكتور خالد البياري قال فيه أن الشركة تعمل على برنامج تطويري للكادر التقني يركز على بناء الشخص الخبير في مجاله والذي لا يشغله عمل إداري، موجّه بشكل خاص للمبدعين في أعمالهم وتخصصاتهم، يهدف إلى تطوير هؤلاء الأشخاص عبر برامج مكثقة للرفع من مهاراتهم التقنية والمحافظة عليهم عبر منحهم مزايا تماثل تلك التي يحصل عليها العاملون في المجال الإداري لدرجة تجعلهم لا يفكرون مرتين في الاستمرار في مجالهم التقني مما يعطي الشركة ميزة تنافسية عالية بوجود أشخاص متخصصين ومؤهلين جدا في كافة جوانبها العملياتية و التشغيلية يمكن الرجوع لهم والاستفادة من خبراتهم وتقليل الاستعانة بالشركات الاستشارية العالمية إلى أدنى حد ممكن، كلام جميل ورائع ومفرح لمن يحبون أعمالهم التخصصية ويمارسونها بشغف ولكنه مر علي مرور الكرام ونسيته في حينه، قد أكون براغماتيا لا أؤمن إلا بما أراه مطبقا ولكن كان هذا هو الواقع.

 

في نهاية العام 2017 تم ترشيحي لبرنامج اسمه Specialty Development Program – SDP ومررت عبر اختبارات مكثفة ومقابلات أفضت إلى قبولي في هذا البرنامج، عرفت لاحقا أن هذا هو ما تحدث عنه الدكتور خالد قبل 3 سنوات، جهود كبيرة قام بها الرئيس التنفيذي و نائب الرئيس للموارد البشرية احمد الغامدي إضافة إلى الكثير من مسؤولي الإدارة العليا للشركة ومجلس إدارتها حتى رأى هذا البرنامج النور، وحتى بعد رحيل الدكتور خالد دعم الرئيس التنفيذي الحالي المهندس ناصر الناصر هذا البرنامج بكل قوة لإيمانه أن بناء خبرات داخل الشركة تساهم بشكل كبير في تحسين الأداء وترشيد الانفاق علما بأن البرنامج بدأ من وحدة التقنية والعمليات والتي كان يرأسها المهندس ناصر قبل أن يصبح رئيسا، حسناً قد تبدو شهادتي مجروحة في الثناء على مسؤولي الشركة التي أعمل لها ولكن لنؤجل الحكم حتى أشرح لك بالتفصيل ماهو برنامج SDP ولماذا هو برنامجٌ حُلُم بالنسبة لي أنا على الأقل.

تقوم فلسفة البرنامج على:

  • استقطاب الاشخاص البارعين في مجالاتهم التقنية ممن يعملون بشغف ولا يستهويهم المجال الاداري من داخل وخارج الشركة عبر مرورهم من خلال عدة اختبارات تخصصية وشخصية مكثفة تمهيدا لانضمامهم الى البرنامج الذي يحتوي على 50 مسارا منها على سبيل المثال لا الحصر: (التسويق الرقمي – إدارة المشاريع – الشبكات – القانون الرقمي – الأمن السيبراني – الموارد البشرية وغيرها).
  • الموظفون الذين لا يشغلون وظائف ادارية مسبقا لن يشغلوها مستقبلا، أما الموظفون الذين يشغلون وظائف إدارية حاليا فسيتركون تلك الوظائف ويتخصصون في مجالهم دون أية مسؤولية إدارية.
  • لكل منضم لهذا البرنامج خطة تسمى Individual Development Plan – IDP تشغل 30% من وقته كموظف متخصص في المجال، تهدف الى رفع مستوى المعرفة في مجاله عبر دورات تدريبية، ورش عمل، حضور مؤتمرات، الالتقاء بمتخصصين في مجاله وغيرها من مصادر المعرفة، وتخصص الـ70% الباقية لممارسة اعماله اليومية.
  • يشارك المنصمون في هذا البرنامج بمشاريع الشركة ذات العلاقة ولو كانت خارج اداراتهم لرفع مستوى التخصص والمعرفة بالممارسة الفعلية لما يتعلموه وعدم الاكتفاء بالتدريب وخلافه.
  • يمنح المنضمون الى هذا البرنامج حوافز ومميزات أعلى تجعل الانتقال الى المجال الاداري لمجرد الحصول على المميزات شيئا من الماضي.

باختصار، يضمن البرنامج بناء كفاءات تقنية عالية التأهيل داخل الشركة تساعدها على تحقيق أربعة أهداف رئيسية:

  • بناء فريق استشاري عالي المستوى في كافة قطاعات الشركة Consultancy Team
  • يشارك هذا الفريق في بناء مداخيل جديدة للشركة Business Development
  • يشارك هذا الفريق في مشاريع لتقليل مصاريف الشركة Cost Optimization
  • يساعد هذا الفريق الشركة على تحسين بيئة الأعمال عبر التحول الابداعي Innovation

لماذا Digitaholic؟

مرحباً، اسمي نايف القزلان و أعمل في شركة الاتصالات السعودية STC، هذه المدونة عبارة عن سرد قصصي لما يسمى مجازا بالديجيتال أو التسويق الرقمي رغم أن التسمية خاطئة إذ أن الديجيتال يشمل أشياء أخرى غير التسويق كالاقتصاد الرقمي و التحول الرقمي وغيرها، ما يسمى التسويق الرقمي بتفرعاته الكثيرة والكبيرة هو أحد أكثر المجالات الوظيفية نموا خلال السنوات الماضية في المملكة العربية السعودية والمنطقة، وأكثرها طلبا في سوق التوظيف، وأقلها وضوحا في المطلوب من شاغلها، أتمنى أن تكون هذه المدونة إضافة قيمة للعاملين في هذا المجال والقيادات في القطاعين العام و الخاص.

 

قبل أن تقدم على قراءة المزيد من التدوينات، تذكّر التالي:

  • ما أكتبه هو نتاج خبرة بسيطة من العمل في هذا المجال، إن كان لديك ملاحظة تجاه ما أنشره تكرّم بالتواصل معي للتصويب او إبداء الرأي أو الاستفسار.
  • ما أكتبه يمثّل وجهة نظري الشخصية ولا يعبر عن رأي الجهة التي أعمل بها أو أتحدث عنها.

نصائح لمراقبة والديك صحياً بعد الخمسين

بداية، قد لا يكون والداك مرضى ولكن الكثير منهم في هذا السن يحتاجون الى رعاية طبية وإن كانت تحت بند الحرص والاحتياط، هذه ملاحظات أود مشاركتها معكم بناء على ملاحظاتي خلال مراجعات والدتي طوال السنوات الماضية.
1- عندما تعتقد ان والداك أو أحدهما بحاجة الى فحص طبي، اعرض عليهم ذلك بأسلوب لطيف، الوالدان في هذا السن غالبا ما يرفضون فكرة العلاج او الفحص لحاجز نفسي هو عدم الحاجة إلى أهتمام احد أو رعايته، تقبل ذلك بصدر رحب وحاول بالحسنى أن تتم ذلك ما استطعت، ستواجه رفضا قاطعا ولكن لا تيأس ففي النهاية غالبا ما يتجاوبون.
2- ابحث واستقص واسأل عن الطبيب الأفضل في المجال المطلوب، قد لا تعرف الكثير ولكن يمكنك سؤال طبيب تثق به ولو من مجال آخر، فالأطباء يعرفون بعضهم ويختصرون عليك الكثير للوصول الى طبيب ممتاز.
3- لا تستخسر مالك في والديك، إذهب الى الطبيب الأفضل ولو كان ذلك مكلفا، لا يوجد من هو أغلى من والديك.
4- عندما تذهب بأحد والديك الى الطبيب، اصطحب واحدا أو اكثر من اخوتك او أخواتك، هذا يولد شعورا بالاهتمام ويعطي الوالدين راحة نفسية يحتاجونها كثيرا خصوصا في المراحل الاولى.
5- لا تتذمر اثناء مشوار الذهاب الى الطبيب، ولا من ازدحام الطريق او صفوف الانتظار في العيادة، كن مبتسما وأشع جوا من البهجة والضحك، كن كأنك في رحلة ولا تبين أن ما تقوم به حمل ثقيل و تود التخلص منه (إن كان هذا فعلا ما تشعر به).
6- تحب الامهات صحبة بناتهن في المستشفيات، احرص ان تكون أحد اخواتك مع امك عند زيارة الطبيب.
7- تخلص من اعمالك والتزاماتك، لا يوجد من هو أهم من والديك، وان استلزم الامر مراجعات صباحية أثناء وقت عملك، خذ إجازة اذا استدعى الامر، والداك أهم من العمل مهما كان مهماً، وغالبية المدراء يتفهمون ذلك.
8- دع والدك أو والدتك يتكلمان مع الطبيب أولا، دعهم يقولون ما لديهم أولا ثم أضف ما لديك في الاخير.
9- كن منظما، تعرف على ادوية والديك واسمائها وجرعاتها، ساعدهم في الانتظام على تناولها في أوقاتها عبر استخدام العلب المنظمة للادوية، وتطبيقات الهواتف الذكية للتذكير بمواعيد تناولها، وأطلع الطبيب على أدويتهم كافة حتى لا يكون هناك تعارض او اعراض جانبية لأي دواء جديد.
10- اذا كنت متزوجا وتعيش في بيت آخر، فهاتف والدك او والدتك بعد المراجعة بيوم واسألها عن حالها وكيف تشعر بعد العلاج، وهون عليها وتلطف معها بأنها ستشفى وتتعافى. واتصل باخوتك الصغار واسألهم عن حال مريضك طوال اليوم فهم غالبا في موقع افضل لمراقبة الوالدين منك، وكافئهم على اهتمامهم بوالديهم وحرصهم عليهم، وازرع فيهم شعور المسؤولية في وقت باكر حتى يكون طبعا فيهم مع الوقت.
11- اطلع اخوانك أو أخواتك على حالة والدك او والدتك ممن تعتقد انهم يحسنون التصرف ويراقبون التحسن والانتكاس، وابتعد عن اخبار العاطفيين منهم او من لا يحسنون التصرف.
12- قدم لوالديك ما يكفيهم عناء الذهاب الى المستشفيات لشيء روتيني مثل اجهزة قياس السكر و الضغط و سيولة الدم وجهاز الاوكسجين ومستلزماتها، لا تدخر ريالا يكفيهم عناء المشوار والانتظار لساعات في شيء يمكنك جلبه الى المنزل.
حفظ الله والدينا ووالديكم من كل شر وأدام عليهم الصحة والعافية

بياناتك الخاصة، كيف تحافظ عليها؟ نصائح و تلميحات لوسائل التخزين

البيانات الرقمية المحفوظة على أجهزتنا تتراكم بشكل كبير، منها ما نحتاجه ونود الحفاظ عليه كالصور الشخصية و الملفات التي لها علاقة بالدراسة و العمل، ومنها ما نحتفظ به بشكل مؤقت فقط، سأحاول في هذا المقال تلخيص الموضوع كاملا بدءاً من الهاجس الأمني و انتهاءاً بالحلول التقنية. وللتذكير، هذا الموضوع يناقش البيانات الشخصية فقط، ولن يتطرق لبيئات العمل و حلول الشركات.
أنواع البيانات لدى المستخدم العادي هي:
  1. بيانات بالغة الأهمية: نرغب بالاحتفاظ بها دائما، وفي حال احتمال ضياعها أو سرقتها نرغب بأن لا يستطيع من يجدها ان يطلع عليها مثل الصور/الفيديوهات الشخصية و العائلية، الصكوك و المستندات الهامة.
  2. بيانات متوسطة الأهمية: نرغب بالاحتفاظ بها دائما، ولكن ليس هناك ضرر من وقوعها بيد الاخرين مثل مستندات الدراسة وما يجري في فلكها.
  3. بيانات مؤقتة: مثل البيانات التي نقوم بتحميلها من الانترنت و نستخدمها بشكل مؤقت ثم نتخلص منها او نحتفظ بها ولكننا لا نهتم بالحفاظ عليها او وقوعها بيد الاخرين.
وسائل الحفظ لدى المستخدم العادي هي:
  1. أوفلاين: وهو حفظ البيانات على وسائل الحفظ الاعتيادية/التقليدية مثل هاردسك الجهاز، الفلاش ميموري، الهاردسك الخارجي وغيرها من وسائل التخزين الشائعة.
  2. أونلاين: وهو الخط السائد حاليا من حفظ البيانات على وسائل التخزين السحابية مثل DropBox.com و BOX.com و COPY.com و SugarSync.com و غيرها.
ماهي الهواجس التي تنتابك لدى حفظ البيانات؟
  • بيانات بالغة الأهمية: حفظها على الوسائل التقليدية مثل هاردسك الجهاز يجعلها عرضة للتلف اذا اصيب الجهاز بفايروس، حفظها على وسائل تخزين خارجية يجعلها عرضة للضياع ويستطيع من يجدها الاطلاع عليها، حفظها على الخدمات السحابية يمكن من يخترق حسابك ان يطلع على هذه البيانات، الحل الانسب هو حفظها على وسيلة تخزين خارجية مشفرة، تضمن عدك تضررها من الفيروسات و في حال ضياعها لا يستطيع من يجدها الاطلاع على محتوياتها.
  • بيانات متوسطة الأهمية: يمكن حفظها في أي وسيلة تخزين متاحة، لكن حفظ نسخة منها على الخدمات السحابية يضمن وجود نسخة احتياطية منها عند تعرض جهازك للتلف او الضياع.
  • بيانات مؤقتة: يستحسن حفظها على الجهاز فقط، حتى لا تستهلك من المساحة المتاحة لنا على الخدمات السحابية، و حال تعرضها لأي تلف يمكننا تحمليها من الانترنت مرة أخرى.
من الواضح أن هناك مشكلة كبرى هي الخصوصية، سبق ان استشرت الاستاذ عبدالله العلي و أشار علي باستخدام وسيلة تخزين خارجية تدعم خاصية تشفير البيانات على مستوى وحدة التخزين نفسها ودون الحاجة لبرامج اضافية وهو ما يسمى FDE = Full Disk Encryption وهناك عدة اجهزة تدعم هذه الخاصية و من اشهرها هاردسك WD My Passport وهو متوفر بالسوق المحلي و بسعر منخفض (500 قيقا = 210 ريال).
عند تجهيز الهاردسك للمرة الأولى ستسخدم برنامجا تنصبه على جهازك لمرة واحدة فقط، تختار من خلاله كلمة مرور معقدة، عند توصيل الهاردسك بأي جهاز مرة أخرى سيطلب منك كلمة المرور، نسيان هذه الكلمة يعني ضياع البيانات بشكل كامل لذا حاول ان تستخدم كلمة تتذكرها جيدا، جميع الملفات التي تضاف الى هذا الهاردسك سيتم تشفيرها، وضياع هذا الهاردسك يعني ضياع بياناتك لكن من يجدها لا يستطيع الاطلاع عليها بأي حال من الاحوال. هذا الهاردسك يمكنك تخصيصه لما تراه بالغ الاهمية من البيانات، وهذا ما قمت به تحديدا للتخلص من هاجس ضياع هذه البيانات أو وقوعها في أياد عابثة.
ماذا بعد؟ الكثير من البيانات متوسطة الاهمية و المؤقتة نود الاحتفاظ بها بمخاطر اقل أيضا، أحد الحلول هو استخدام وسائل التخزين الشبكية، وهي أجهزة تعمل بشكل مباشر مع مودمات الانترنت ويمكنك تركيب هاردسات زهيدة الثمن عليها لتقديم سعات عالية في المنزل، هذه السعات تكون مشتركة، و يمكنك التحكم بمن يستطيع الوصول الى هذه السعات على شبكة المنزل، خياري لهذه الاجهزة كان:
هذا الجهاز هو Synology® DiskStation DS213air وهو يدعم خاصية الوايرليس اي ان عملية اضافته الى شبكة منزلية لا تستدعي الربط بالكيبل، ويمكن وضعه في أي مكان يصله بث الـWiFi، يحتوي على منفذين يمكنك تركيب هاردسكات (3.5″ أو 2.5″) بحد أقصى 4 تيرا بايت للهاردسك الواحد و حتى 8 تيرا بايت للسعة الاجمالية. وللمستخدمين المتقدمين هذا الجهاز يدعم الـ RAID
قمت بتركيب عدد (2) هاردسكات قديمة كل واحد بسعة 500 قيقا بايت وما مجموعه 1 تيرا، وقمت بتطبيق RAID 1 لأحصل على سعة اجمالية قدرها 500 قيقا بايت بنظام الـMirroring ويمكنني الوصول اليها من أي جهاز منزلي. هذا الجهاز يباع في السوق المحلي (بدون هاردسكات) بسعر 1230 ريال سعودي. ختاما أتمنى أن يكون هذا المقال مفيدا لك لحماية بياناتك الشخصية والهامة.