على غير العادة تدوينة اليوم غير تقنية. في شهر اكتوبر من العام 2012 وكنتيجة للافراط في تناول القهوة الامريكية السوداء (4-5 أكواب يوميا) أصبت بأعراض لم أعتد عليها من قبل مثل الخفقان ، الدوار واضطراب في نبضات القلب اشتبهت معه باصابتي بارتفاع ضغط الدم بحكم أنه مرض عائلي، فقمت بعمل فحص طبي بسيط تبين معه أني لا أعاني من ارتفاع ضغط الدم ولكن الكوليسترول الضار لدي مرتفع بنسبة كبيرة لمن هم في مثل سني. خيرني حينها الاستشاري خالد النمر (ALNEMERK) مابين تناول أدوية لخفضه و اعادته الى المستوى الطبيعي أو اللجوء الى الحمية و الرياضة. اخترت الطريق الاصعب وهو الحمية والرياضة على أن أعود بعد 6 أسابيع لاعادة الفحص و تقييم الموضوع مرة أخرى.
في الحقيقة إلتزمت بحمية لمدة يومين  ولم أمارس الرياضة مطلقا، ثم عدت الى سابق عهدي بدون حمية ولكني ولظروف تغيير مكان عملي استطعت التوقف بشكل شبه كامل عن تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية (كنت أتناول من وجبة الى وجبتين يوميا من مطاعم الوجبات السريعة باختلاف تصنيفاتها)، ولم أزر الطبيب مرة أخرى للفحص الا بعد 7 أشهر (أبريل 2013) حينما عاودتني تلك الاعراض مرة أخرى. حينما زرت الطبيب كان متوسط تناولي لوجبات خارج المنزل هو مرتين اسبوعيا فقط وهي نسبة قليلة جدا مقارنة بـ7 الى 14 وجبة في وقت سابق. المفاجأة ان الكوليسترول انخفض الى مستوى يقارب المستوى الطبيعي بسبب التوقف عن تناول المأكولات السريعة و المشروبات الغازية. كنت سعيدا جدا بهذه النتيجة التي شجعتني على مواصلة هذه المقاطعة رغم عدم اختلاف وزني في تلك الفترة.
خلال تلك الزيارة قمت بفحص فيتامين (دال) وهو ما يشاع ان 75% من السعوديين يعانون من نقص مفرط فيه، و فعلا لم أكن استثناءً وجاءت النتيجة ان معدل الفيتامين في جسمي هو 21 مقارنة بالمتوسط الطبيعي وهو 100 (هناك مقياسان لفيتامين دال يمكنك مقارنة النتيجة وفقا لمقياسك)، نقص هذا الفيتامين يؤدي الى أعراض كثيرة منها الشعور بالإعياء، الخمول، الكسل، وهن في العظام و العضلات، ويمكن تعويضه بالتعرض لأشعة الشمس المباشرة بالدرجة الاولى، ومن خلال المأكولات البحرية و مشتقات الالبان بدرجة ثانوية. وهو ما قررت اتباعه بدلا من تناول أدوية لهذا الغرض.
بعد اسبوعين من هذا الفحص بدأت أعراض الإعياء وانقطاع النفس تظهر لدي عند الحديث لمدة قصيرة لا تتجاوز دقيقتين خصوصا عند الاجتماعات في العمل وهو ما شخصه طبيبي أثناء الفحص السريري أنه دارج بسبب ضغوطات العمل وكثرة التركيز طوال اليوم ولكن التأكد منه عبر فحص الجهد و الأشعة سيؤكد هذا الكلام من عدمه وهو ما سأقوم به خلال أيام، إضافة الى قراري بتناول علاج لرفع مستوى فيتامين دال خلال 3 أشهر بسبب عدم قدرتي على ترتيب برنامجي اليومي و التعرض لاشعة الشمس بشكل كاف.
ختاما، هناك الكثير من الأشخاص يصنفون أنهم في مرحلة الشباب (بين 25-35) ، أعرف كثيرا منهم كأصدقاء و زملاء يرهقون أنفسهم ما بين عمل دائم و مشاريع جانبية، وتركيز على هذا و ذاك، يعانون في بعض الاحيان من اعراض مشابهة و يهملون فحصها، والمشكلة الكبرى هي أن إهمال هذه الاعراض كارتفاع الكوليسترول و انخفاض الفيتامينات في هذه المرحلة يعزز امكانية حدوثها كأمراض ملازمة/مستمرة بعد الاربعين، بينما فحصها في هذه المرحلة و علاجها هو أسهل بكثير وبمجهود أقل، فهل فكرت في أن تقوم بمثل هذا الفحص لصحة أفضل؟ نصيحتي الأخيرة لك هي ما قاله سلمان الفارسي رضي الله عليه ضمن حديثه الطويل (ولنفسك عليك حقا) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (صدق سلمان).