قد لا أكون الأكثر خبرة في هذا المجال لكن لدي تجربة بسيطة أود مشاركتها معكم بعد أن أثبتت نجاحها معي في كل مرة، وبعد مشاركات متعددة مع أصدقاء وزملاء وجدوا فيها حلا للحيرة التي ترافقنا عند حصولنا على عرض وظيفي جديد، وكيف نقيّم الأفضل لنا لإتخاذ القرار الصائب حول البقاء في الوظيفة الحالية او الانتقال الى وظيفة جديدة؟

قبل أن نبدأ، لنتفق أن أفضل من يقيّم الوضع ويتخذ القرار هو أنت، لسببين رئيسيين:

  • لا أحد يعرف ظروفك بالكامل كمعرفتك بنفسك، قد يعرف الاصدقاء والزملاء جزءا من جوانب حياتنا لكنهم لا يعرفون كل شي.
  • اتخاذ القرار بناء على قناعتك الشخصية بعد تسلحك بالمهارات اللازمة للتقييم يلقي عن كاهلك ضغطا نفسيا كبيرا ويحملك المسؤولية وحدك أيا كانت تبعات هذا القرار، لا ملامة على أحد سواك.

 

تستطيعون تسمية هذا الإطار الذي سنناقشه الان بالاطار الثلاثي، لأنه يتكون من 3 محاور رئيسية:

  • الجانب المادي (Financials) ويتضمن:
    • الراتب الشهري (ما يستقر في حسابك نهاية الشهر)
    • التأمين الطبي لك ولعائلتك
    • التأمين الطبي للوالدين
    • العلاوة السنوية
    • المكافأة السنوية (البونص)
    • رسوم تعليم الأبناء
    • فواتير الهاتف
    • القروض: السيارة – المنزل – القروض المالية.
    • أسهم الملكية (غالبا في الشركات الناشئة) وبعض الشركات الكبرى.

أي شيء يقدم لك من جهة عملك كمكافأة او تسهيلات، تصب دائما في الجانب المادي، لأنها تزيل عن كاهلك عبئا ماليا ستضطر لدفعه من مدخراتك الشخصية، ومما يخطيء فيه الكثيرون انهم يربطون الجانب المادي بالراتب فقط وهو خطأ شائع، والصحيح ان يقوم الشخص باحتساب كل المميزات المادية وتقييمها نقديا ثم تقسميها على 12 شهرا ليخلص الى المدخول الشهري الصافي من الوظيفة الحالية، فإذا كان راتبك 10 الاف ريال + تغاض عن التأمين الطبي لأنه الزامي في كل الشركات (صحيح هناك تفاوت في المستوى) + (ثم احتسب تأمين الوالدين اذا قدم لك علما بأن تأمين الوالدين عادة أغلى من تأمين الموظف بسبب الكبر في السن ÷ 12) + (البونص ÷ 12) + (رسوم تعليم الأبناء بحسب المقدم لك وعدد الابناء المشمولين ÷ 12) + فاتورة الهاتف الشهرية المدفوعة لك + (فائدة القرض المقدم لك ÷ عدد السنوات ÷ عدد الاشهر) + (قيمة الأسهم المقدمة لك بسعر السوق عند استحقاقها ÷ عدد الاشهر التي قضيتها في العمل) = صافي دخلك الشهري.

  • جانب الخبرة (Experience) ويتضمن:
    • مدى التعلم الذي تحصل عليه من العمل في هذه الوظيفة، قد يكون تقييم هذا التعلم صعبا في البدايات ولكن مع الوقت ستجد نفسك قادرا على التمييز أين كنت وأين أصبحت، والفيصل في هذا الموضوع هو ماهو مستوى خبرتك في المجال الذي تعمل فيه بعد مضي عام من التحاقك بهذه الوظيفة؟ ما مدى خبرتك بعد عامين؟ ثم خمسة أعوام؟ تختلف الوظائف وبيئات العمل في مدى الخبرة التي تمنحها لموظفيها، فهناك بيئات تضيف الكثير خلال فترة قصيرة ولذلك يشهد للعاملين فيها بتميزهم المعرفي في مجالاتهم، بينما هناك بيئات وظيفية أخرى يكسوها الرتابة والملل وتكاد لا تضيف شيئا للعاملين فيها بسبب محدودية التحديات أو عدم إشراك الجميع في عملية النهوض بالمنظمة، علما بأن هذا التباين قد يكون موجودا في ذات الشركة او المنظمة ويحدده قياديو القسم او الادارة او المكان الذي تعمل فيه.
    • لأسهل عليك الموضوع أكثر، هناك 4 مناطق رئيسية يمكنك من خلالها الحكم على مدى تطور خبرتك في مجالك أو مجالات مجاورة وهي:
      • واجباتك الوظيفية اليومية: وهي الأشياء المنوطة بك للعمل عليها بشكل يومي، وهي رأس مسؤولياتك ويتم تقييمك بناء عليها ومن الواجب دائما أن تتجاوز توقعاتك رؤسائك في هذا الجانب.
      • واجباتك الوظيفية الجانبية: وهي مشاريع قد لا تكون من صميم عملك ولكن يتم إشراكك بها بسبب تداخلها مع ما تقوم به، وهذه المهام غالبا ما تؤدي إلى اتساع دائرة علاقاتك وتوسيع نظرتك نحو التوجه للعام للشركة كما أنها تضيف إلى خبرتك إذا تقاطعت مع قطاعات أخرى، كأن تعمل في التقنية وتتقاطع مع خبراء من المالية أو العكس، هذه المهام هي أحد أهم روافد بناء الخبرات التراكمية للموظف وعندما تسند إليك فيجب أن تكون ممتنا لذلك.
      • التدريب: وهو ما يقدمه لك مكان عملك تحت إطار التطوير الوظيفي وبناء القدرات البشرية وتتفاوت الشركات والمنظمات في هذا الجانب ولكن الجهات التي تستثمر كثيرا في موظفيها هي مكان جاذب بلا شك.
      • المبادرات: وهي أفكار تقوم بطرحها أحيانا على رؤسائك فيما يخص عملك المباشر أو أحيانا خارج نطاق عملك، وهذه نقطة حرجة ويجب فهمها بشكل دقيق، فالكثير من الموظفين المتحمسين لديهم افكار ومبادرات كثيرة ولكنهم يواجهون برفض لها، رؤيتي الشخصية في هذا الموضوع أن الرفض لا يعني الاستخفاف بفكرتك وانما احيانا عدم وجود وقت او ميزانية لاختبار او تنفيذ مثل هذه الأفكار أو أنه سبق تنفيذها ولم تنجح، وأحد مهارات القائد الناجح هي تلقي مثل هذه الافكار وغربلتها والتعامل مع مقدميها بأسلوب يحفزهم لتقديم المزيد دون أن يحبط من معنوياتهم، والمدارس الادارية بهذا الخصوص شتى ومتفاوتة، أما من ناحية الموظف فيجب عليه أن لا يقع في غرام مبادراته، وأن يلتزم بتأدية واجبه الوظيفي أولا ثم بتقديم ما يراه مناسبا للعمل مع معرفته أن ليس كل مقترح قابل للتطبيق ولا يجب أن يتضايق او يتأزم عند عدم التجاوب، المحصلة النهائية لمثل هذه المبادرات هو تنفيذها أو أن تكون علامة على أن هذا الموظف مبادر وشغوف بما يعمل وغالبا تؤتي أكلها لاحقا عندما تتاح فرصة لترقية وظيفية او مهمة جديدة داخل المنظمة.

 

  • بيئة العمل (Work Environment) وتتضمن:

يمكن تلخيص جميع الأشياء المتعلقة ببيئة العمل حول 4 عناصر رئيسية، هي في الغالب الإجابة التراكمية على السؤال الشهير: هل تذهب الى عملك في الصباح بمزاج جيد؟ هل تنظر الى ساعتك طوال اليوم ترقبا لموعد الخروج من العمل؟ لنتابع:

    • العلاقة مع رئيسك: يقال غالبا أن الناس لا تغادر وظائفها وانما تغادر رؤسائها، لما للمدير المباشر من دور كبير في كيف يقضي الموظف 8 ساعات يوميا في عمله، العلاقة مع الرئيس المباشر تتضمن عناصر عديدة أهمها: وجود ثقة متبادلة، تقبل الخطأ من الموظف خصوصا عند المرة الأولى ودعمه في مسار التعلم، العدل والإنصاف مع الموظف في حقوقه وواجباته، عدم الضغط على الموظفين خارج ساعات عملهم الرسمية بشكل مستمر ويستثنى من ذلك الضرورات القصوى على ألا تكون متكررة، الاهتمام بعملية تطوير الموظف في مجال عمله ونقل خبرات المدير الى فريقه.
    • العلاقة مع نظرائك: وهي العلاقة مع زملائك في العمل ممن يعملون معك في نفس الادارة او الفريق والمستوى، والعلاقة مع الزملاء كسائر أوجه الحياة تضم الجيد والرديء ولكن للمكان غالبا سمة طاغية فالمكان المليء بأناس جيدين هو بيئة محببة للنفس، خلو المكان الوظيفي من الشائعات والنميمة ونقل الكلام، وضوح الواجبات الوظيفية بين اعضاء الفريق الواحد وعدم تداخلها ومن ثم الاستفادة من الخبرات الموجودة لدى كل شخص في هذا الفريق.
    • العلاقة مع مرؤوسيك: وهي العلاقة التي تربطك مع موظفيك الذين تكون مديرهم المباشر وهي أمانة كبرى يجب مراعاة الاهتمام بهم ومعرفة التفاوت المعرفي والاجتماعي بينهم، ومحاولة انتشال الاقل اداء منهم، عدم زرع الفتنة بينهم او تفريقهم الى مجموعات أو أحزاب، مراعاة الجوانب الانسانية لظروفهم واحتياجاتهم قدر المستطاع وفق أنظمة المكان الذي تعملون لديه.
    • العلاقة مع البيئة المكتبية: وهي مناسبة مكان العمل للعمل، يحتوي على مواقف كافية للسيارات، كأن يكون نظيفا وواسعا، مضاءاً بشكل جيد وذو تهوية وتكييف جيدين، مخدوما بمرافق مناسبة للاستخدام كدورات المياه وغرف الشاي، ذو خصوصية للموظفات، ورغم أهمية هذا الموضوع إلا أن جهات كبرى تفشل في هذا الجانب مما يسبب لها تسربا وظيفيا، وقد ذكر لي أحد الأصدقاء أنه ترك وظيفته بسبب أن دورات المياه غير كافية وغير نظيفة، فتأمل.

 

ماذا بعد؟

كلام جميل لكنه لم يجب بعد على كيف نقيم الوظيفة التي عرضت علينا؟ لا بأس، أردت أن تكون المحاور الثلاثة واضحة بشكل مفصل، لأنها تنطبق على الجميع بلا استثناء، حديثو التخرج إلى متوسطي الخبرة وانتهاء بالتنفيذيين، أما التالي فسيكون مختلفا من شخص الى آخر، سيكون قرارك أنت، بناء على ظروفك أنت، وتذكر النقطتين اللتان أشرنا لهما بداية المقال، أنت من سيقرر لأن لا أحد يعرفك كنفسك، وأنت من سيتحمل تبعات قرارك، تقييم القرار يتكون من نقطتين رئيسيتين، تمعّن فيهما جيدا وستجد أن كل حيرة مررت بها عند التفكير في عرض وظيفي جديد كانت ضمن هذين النقطتين:

  1. الأوزان:
    • يجب أن يكون لكل محور من المحاور الثلاث أعلاه وزن، على سبيل المثال: الجانب المادي 30% – بيئة العمل 40% – الخبرة 30% ومجموعها سيكون 100%، لكن هل ينطبق هذا على الكل؟ قطعا لا، في الظروف الطبيعية يجب على حديث التخرج ومن هم في بداية مشوارهم الوظيفي أن يبحثوا عن أماكن تضيف إلى خبرتهم بشكل كبير ومكثف، وعليه فوزن محور الخبرة يجب أن يكون على الأقل 50% ثم 30% لمكان العمل و20% للجانب المادي، هل هذا يعني أن أقبل براتب عادي مقابل أن يحصل زملائي على رواتب أعلى في جهات أخرى؟ إذا حصرت نظرتك في الجانب المادي فالجواب هو نعم، ستحصل على أقل مما يحصلون عليه لكن ستحصل على أضعاف خبرتهم وبالتالي ستزداد قيمتك في سوق العمل وخلال سنوات بسيطة ستجد أنك تجاوزت ما يتقاضونه بمراحل، للأسف يفتقد الكثيرون من حديثي التخرج الى النظرة بعيدة المدى فيجرون خلف راتب أفضل بـ10 الى 20% ويضيعون فرصة التعلم، لأن كل تغيير وظيفي يعني بين 6-12 شهر من التأقلم مع المكان الجديد ومن ثم اكتساب الخبرة ولذا يوصم كثيرو التنقل بعلامة تعجب لعدم استقرارهم في مكان واحد خصوصا اذا تكرر ذلك أكثر من مرة.
    • هل هذا يعني ان المال غير مهم؟ قلنا أن ذلك في الظروف الطبيعية والجواب نعم، الدخل المادي من الوظيفة في السنوات الأولى غير مهم بتاتا، اسأل من تجاوزت خبرته 10 سنوات وتدرج في أماكن كثيرة وسيؤكد لك أن المال يتبع الخبرة وليس العكس، لكن ماذا عن الظروف الاستثنائية؟ مثل أن يكون هذا الشخص هو العائل الوحيد لأسرته، الجواب سهل جدا، سيضع وزنا أكبر للجانب المادي ولكنه سيقاتل من أجل الحصول على الخبرة أيضا، ولكن ذلك استثناء وليس الدارج.
    • تجاوز عمري الوظيفي 7 سنوات وأصبح لدى أسرة ومسؤوليات أكبر، وأحتاج الى شراء/بناء منزل، عندها سيكون للجانب المادي وزن أكبر بعد ان زادت خبرة الشخص وارتفعت قيمته في سوق العمل، وحينها يستطيع القبول ببيئة عمل متدنية مقابل الحصول على عائد مادي افضل لتدعيم مركزه المالي نحو الوفاء بالتزاماته الحياتية مثل بناء المنزل، وغالبا تكون هذه الفترة مؤقتة ولسنوات تتراوح بين 3-5 سنوات.
    • أعمل منذ 15 عاما، أسكن في بيت أملكه وأموري مستقرة ولدي عرضان وظيفيان، أحدهما أقل من الآخر ولكنه في بيئة وظيفية أفضل، ماذا أختار؟ يذهب الموظفون غالبا بعد الاستقرار الى بيئات أفضل حتى لو كان الدخل المادي أقل لأنهم تخلصوا من الالتزامات واصبح الجانب المادي أقل أهمية وبالتالي أقل وزنا في اتخاذ قراراتهم، يضاف إلى ذلك ان الأشخاص بعد سنوات العمل الطويلة يبحثون عن دوافع أخرى مثل المساهمة في بناء منظومة وطنية جديدة أو شركة ناشئة مميزة لأنهم يجدون ذواتهم ودافعهم للاستمرار اكبر من الجانب المادي او الخبرة التي اكتسبوها سابقا، وأتى الوقت الذي ينقلون فيه هذه الخبرات الى الجيل الأصغر منهم.
    • خلاصة الأمثلة أعلاه، أن ليس من وصفة سحرية لتقييم عرض وظيفي جديد سوى معرفتك بالمحاور الثلاثة وفهمها جيدا وقياسها على ظروفك الاسرية والمادية والاجتماعية ومن ثم اتخاذ القرار المناسب، هناك سيناريوهات أخرى لم نتطرق لها لكنها تدور في ذات الفلك حول اعطاء وزن لكل محور من هذه المحاور الثلاث ثم تقييم الوضع واتخاذ القرار المناسب لنا على المدى الطويل.
  • الاستراتيجية أو الإتجاه:
    • من أكثر الأمور المحزنة أن تجد شخصا يعمل في مجال معين ثم ينتقل الى آخر بغض النظر عن تخصصه، الانتقال ليس مشكلة بحد ذاته بل هو ميزة كبرى، المشكلة عندما يكون الانتقال عشوائيا وبلا اتجاه واضح.
    • يحدد التخصص الوظيفة الأولى للشخص غالبا لكنه بعد سنوات قد يتنقل بين عدة مجالات او تخصصات، هذا التنقل يجب أن يكون مدروسا، لكن كيف لشخص حديث التخرج أن يتخذ قرارا استراتيجيا مثل هذا القرار؟ الجواب هو الاستشارة، وقبل ان نتطرق الى موضوع الاستشارة لنأخذ مثالا: تخرج خالد من قسم التسويق في جامعة الأمير سلطان، عمل لسنتين في مجال اتصالات التسويق، ثم سنحت له فرصة وظيفية في مكان آخر تحت قسم التسويق في شركة انشأت حديثا في مجال إدارة منتجات الشركة، كان العرض المادي ممتازا، لكنه لا يعرف عن جودة بيئة العمل، اما موضوع الخبرة فقد بدا واعدا بالنظر الى تخصص الشركة ومجال عملها، فهل يجب عليه القبول بهذا العرض؟ خالد حديث التخرج وبسنتين من الخبرة في سوق العمل ودائرة علاقاته محدودة، فمن يستشير؟ لخالد قريب تنفيذي في ذات المجال اتصل به وسأله ولكن قريبه لم يكن على علم بنشاط هذه الشركة ولا العاملين بها، وبعد بحث بسيط في لينكد ان وجد ان صديقا مشتركا بينه وبين رئيس قسم التسويق في تلك الشركة فأعطى رقم هاتفه لخالد الذي تواصل معه وسأله عن كل ما يخص بيئة العمل، هذا الرجل تواصل مع صديقه رئيس قسم التسويق وحصل على كافة الاجابات، كما أنه طلب أن يتواصل معه خالد في حال كانت لديه اي أسئلة أخرى، في حالة أخرى فيصل لم يكن له أقارب او معارف يستطيعون ايصاله بمن يستطيع استشارتهم ولكنه بعد بحث بسيط في لينكد ان او تويتر وجد شخصا يعمل في ذات الشركة فتواصل معه بكل أدب وطلب منه الاتصال به لمدة 5 دقائق وابلغه بأنه حصل على عرض وظيفي في ذات الشركة فرحب هذا الشخص وزوده برقم هاتفه وحصل على كل الاجابات، ما يستفاد من القصتين أعلاه: الناس طيبون ومتعاونون في الغالب ونحتاج فقط الى الوصول لهم واستشارتهم مع المحافظة على اوقاتهم وعدم ازعاجهم، كما يجب ان نكون مبادرين نحو التواصل وبناء العلاقات ولو بداعي الاستشارة فقط، دائرة علاقاتك المحدودة ليست عذرا في زمن السوشيال ميديا على الاطلاق.
    • مع الوقت، وبناء على تعطشك ونهمك للتعلم، سيتكون لديك تصور عن اتجاهات السوق الوظيفي والطلب على التخصصات الجديدة وامكانية اعادة التموضع والتعلم الذاتي مما يرفع قيمتك السوقية، هذا التصور قد يكون مشوشا او غير واضح بالنسبة لك، لا بأس، يمكن دائما التواصل مع أناس سبقونا بخبرتهم عبر لينكد ان وطلب رأيهم والتمعن فيه والاستماع الى اكثر من شخص حتى يتكون لنا تصور واضح حول توجهات سوق العمل في مجالنا وتخصصاته الدقيقة، القراءة حول التوجهات الجديدة تعطينا قيمة تنافسية أعلى ممن يراوح مكانه بلا تطور او توجه واضح ويتضح ذلك جليا بعد مرور خمس سنوات تقريبا من العمل، إذ تجد أن من بحثوا عن الخبرة والتعلم وزيادة رصيدهم المعرفي نجوما ساطعة في سوق العمل، يدعم ذلك مشاركاتهم في المؤتمرات والتجمعات المهنية لهذا التخصص، مشاركاتهم في السوشيال ميديا وكتاباتهم على مدوناتهم، كل هذه الانشطة تشكل آراء الناس حول قيمتنا في سوق العمل، وبكل تأكيد تجنب ان تكون فارغا تنقل بلا فهم، تمعن وافهم ما تنقله او تكتبه، واسأل كثيرا فهناك من رأيه بآلاف الريالات في ساعات عمله لكنه يهديه مجانا على منصات التواصل.