أمي في التاسعة و الخمسين من عمرها و أبي في الرابعة و الستين، معلمان متقاعدان، وعلى درجة من العلم و الثقافة، قارئان للصحف اليومية ومن مستخدمي هواتف (نوكيا)، لكن الفرصة لم تسنح لهما للدخول الى عالم الانترنت و الهواتف الذكية. قبل قرابة عام و نصف أحضرت لوالدتي جهاز ايباد وتحت تعليم مكثف من إخوتي و أخواتي أصبحت تتقن استخدام الخواص الاساسية للجهاز:
– تتصفح الانترنت
– تتصفح ما يرد الى الايميل
– تستخدم الواتس آب
– تستخدم تويتر.
خلال تلك الفترة كنت أحاول أن أقنع أبي ان استخدام مثل هذه الاجهزة سهل جدا ولا يحتاج الى خبرة او مجهود، ولكنه كان مصرا أن القطار فات على هكذا تقنيات، ولكن بعد ان رأى كيف تعلمت امي خلال وقت قصير تشجع، فاقتنى ايباد ايضا يستطلع من خلاله الصحف اليومية والالكترونية، تويتر والمنتديات المحلية.
يوميا، بعد صلاة الفجر، يتحفنا والدي بتحية صباحية و دعوة أبوية حانية في (القروب) العائلي، أصبحت تقليدا عائليا نفتقده حين غيابه أو سفره، ثم تتبعه والدتي بمشاركة بعض الفوائد الصباحية إلى أن (يصحصح) باقي الشعب و تبدأ السواليف.
ما يستفاد من الكلام أعلاه هو أن للتقنية وجه جميل جدا هنا، في السابق ولمن يعيش بعيدا عن اهله كان التواصل محصورا بمكالمة هاتفية كل بضعة أيام، اما الان فأتاحت التقنية تواصلا يوميا مع من نحب، نعرف اخبارهم فيصبح بعد المسافة أمرا غير مهم. والأهم من هذا كله أن اقناع الوالدين المتعلِّمَين باستخدام هذه التقنيات يردم الهوة التكنولوجية التي أوجدتها هذه الاجهزة والتي كثر التندر منها بأنها تشغل الابناء عن الاباء، ماذا لو علَّمنا آباءنا على هذه الاجهزة و التطبيقات لنكون على تواصل بمن نحب؟.